البنية البلاغية في التشکيل السردي وأثرها على الملتقى ـ دراسة في قصيدة حکاية الحال لإيليا أبي ماضي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

- يعدُ التأثير في المتلقي هدفًا ساميًا لدى المبدعين الذين يوظفون أقصى طاقاتهم الفنية للوصول إلى هذا التأثير، ويعملون بمنتهى جهدهم لخلق المشارکة الإيجابية المتفاعلة، وللتأکد من استيعابهم الکامل للمضامين التي تحملها نصوصهم، ولأجل تحقيق المبدعين لهذا الهدف ؛ فإنهم يتلمسون الأسباب والوسائل، ويبحثون عن الأنماط والأساليب التي تمکنهم من تحقيقه، وفي هذا الإطار يبدو السرد من أنجع الأنماط التي توصلهم إلى بغيتهم ؛ فهو بعناصره وتقنياته، وبما فيه من ترابط عضوي بين محتوياته، وتلازم سببي بين أجزائه، وبما فيه من حدث متصاعد نحو النهاية والحل، يمثل أداة جاذبة للمتلقين، تجعلهم ينزعون إلى متابعته في لهفة وتشوق.
- وتعتبر البلاغة من أبرز الفنون القادرة على تشکيل أنماط القول لدى المبدعين، وإخراجها في صورة تستقطب المتلقين نحوهم في قوة وتفاعل، وذلک بما لها من القدرة التي لا تدانى على الجمع بين غايتي الإقناع والإمتاع، إذ تخاطب العقل والوجدان، وتخلع على المعاني من العمق الإيحائي، والجمال التصويري، والتشويق الفني، بما لا ينهض به فن سواها.
- ومن ثم فإن نزوع المبدعين إلى إيثار السرد کنمط فني يصبون من خلاله تجاربهم، واستعانتهم بالأدوات البلاغية في التعبير عن هذه الأنماط الفنية، يعد رغبة منهم في السيطرة على أقطار نفوس المتلقين، والاستحواذ على مکامن أحاسيسهم، وشدهم نحوهم ليبثوهم معانيهم، ويلقون إليهم مضامينهم، وهم في يقظة تامة، وتفاعل متصاعد، فلا شک أن البنية البلاغية حين يتشکل السرد من خلالها، وحين يمتزجان ويتداخلان مع بعضهما البعض، فإن ذلک يضاعف من تفاعل المتلقي، ويجعله في ذروة الانجذاب للخطاب الموجه إليه.
- ومن هنا يتسنى لنا أن نميط اللثام عن الهدف من هذه الدراسة، ونکشف النقاب عن المغزى من ورائها، ونحدده بأنه بيان الأثر الفني للبنية البلاغية في التشکيل السردي على المتلقي، والکشف عن القيم الجمالية والمعنوية التي تضفيها هذه البنية على السرد حين يتشکل بها، ويظهر من خلالها، وذلک من خلال التحليل الفني لهذه البنية.
- وهذا الهدف يعد نافذة من النوافذ التي تطل منها البلاغة صادحةً بدورها الحيوي في النصوص المختلفة، ومدى نهوضها بالتعبير عن کافة الأشکال الإبداعية من ناحية، ودورها حين تتلاقى مع السرد من ناحية أخرى، خصوصاً وأن السرد أضحى علمًـا فاعلا، وعنصرًا مؤثرًا في حرکة الإبداع المعاصر بما يستوجب علينا أن نتناوله بالدراسة خصوصاً في علاقته بالبنية البلاغية کعلمٍ له أدوات وأساليب.
- ولأن هذه الدراسة ترکز بالدرجة الأولى على الوقوف على أثر البنية البلاغية في التشکيل السردي على المتلقي، فقد آثرت أن تکون في قصيدة ذات غرض اجتماعي ؛ ليکون التناسب بين هدف الدراسة والقصيدة على أتم شکل وأکمله ؛ لأن هدف المبدع سيکون منصباً بالدرجة الأولى على التأثير في المتلقي، ومن ثم سيوظف کل طاقاته، ويحشد کل إمکاناته الفنية من أجل هذا التأثير ؛ ولذا کانت قصيدة (حکاية حال) لإيليا أبي ماضي، والتي يهدف من ورائها إلى بيان أثر النساء في المجتمع، والتدليل على عظيم فعالهن، بقيامهن بأعمال البر والإحسان، وذلک من خلال قصة تحکي حلول الفقر، ودوران الدوائر بشخصٍ واسع الثراء، کريم الأصل، مما جعله يعزم على الانتحار، ثم کان خلاصه على يد فتاة محسنة قدمت له المواساة المعنوية، والمساعدة المالية.
- وقد درست هذه القصيدة من خلال المنهج التحليلي الفني، الذي يحلل البنية البلاغية بطريقة فنية تکشف عن فاعليتها في التشکيل السردي، وتبرز أثرها على المتلقي.
- وقد اقتضت طبيعة هذه القصيدة أن تتکون الدراسة من مقدمة وتمهيد وستة مقاطع، وخاتمة، وفهرسين للمصادر والمراجع والموضوعات.
المقدمة : وفيها أهمية الموضوع، ودوافع اختياره، والمنهج الموظف، والخطة المتبعة.
التمهيـد : ويتکون من خمس  نقاط هي :
أولاً : مفهوم البنية البلاغية.
ثانياً : مفهوم التشکيل السردي ومکوناته.
ثالثاً : أهمية السرد وعلاقته بالشعر.
رابعاً : التعريف بإيليا أبي ماضي ودور السرد في شعره.
خامساً : بين يدي القصيدة.
ثم المقطع الأول بعنوان :
(بلاغة العنوان وبراعة التمهيد للقصة المسرودة وأثرهما على المتلقي).
والمقطع الثاني بعنوان :
(البنية البلاغية في التشکيل السردي وأثرها على المتلقي في الإفصاح عن شرف الفتى وعزه وثرائه).
والمقطع الثالث بعنوان :
( البنية البلاغية في التشکيل السردي وأثرها على المتلقي في الإفصاح عن ضعف الفتى وفقره وانکساره).
والمقطع الرابع بعنوان :
(البنية البلاغية في التشکيل السردي وأثرها على المتلقي في الإفصاح عن انزواء الفتى وبؤسه ومحاولة انتحاره).
والمقطع الخامس بعنوان :
(البنية البلاغية في التشکيل السردي وأثرها على المتلقي في الإفصاح عن انفراج أزمة الفتى وفرحته على يد الفتاة).
والمقطع السادس بعنوان :
براعة التعليق من السارد على القصة المسرودة وأثره على المتلقي.
ثم الخاتمـة : وفيها أهم نتائج البحث.
ثم فهرس المصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.   والله ولي التوفيق

الكلمات الرئيسية