التماسک النصي وجذوره البلاغية في الحديث النبوي

تماسک النص من الاتجاهات الحديثة في دراسة النصوص الأدبية  وقد تبلورت ماهيته وأسسه في الربع الأخير من القرن الماضي على يد هاليداي ورقية حسن  ومن تبعهما في هذا المجال  والبحث الذي بين أيدينا يحاول تطبيق أسس تماسک النص بين التراث والغرب على النص النبوي الشريف  ويکشف عن وظيفة هذا الاتجاه الجديد وجذوره عند البلاغيين القدماء في دراسة النصوص البيانية  ويلفت نظر الباحثين إلى کيفية استثمار هذا الاتجاه في التطبيق على مزيد من النصوص الفصيحة ؛ لأن التماسک النصي أهم مظهر من مظاهر التحليل النصي إن لم يکن الأساس في التحليل.
  وتکمن أهمية هذا البحث في الکشف عن کيفيّة التطبيق والتحليل – بمنهج التحليل الوصفي والفني - لأهم أسس التماسک النصي في النص النبوي بين علم اللغة الحديث وعلم البلاغة عند العرب القدماء.
ولم يکن اختياري للحديث الشريف، لأثبت أنه نص، فهذا أمر محسوم؛ بل لأحاول الکشف عن أهم وسائل الترابط النصي التي قام بها النص النبوي  وکان له هذا التماسک والترابط  وأبقى له أثره عند مستقبليه على مر الزمان.
  وقد وقع اختياري على أحاديث تعبر عن أهم القيم الاجتماعية التي تمثل الدعائم الرئيسة في المنهج الإسلامي الذي دعا اليه صلى الله عليه وسلم  وهى : رضا الله  ورضا الوالدين  ومعايير التعامل الأخلاقي بين أفراد المجتمع المسلم في جميع مناحي الحياة  وقد اقتصرت على ستة أحاديث تکشف عنها في حديثه صلى الله عليه وسلم  وکنموذج يجلي الترابط النصي في الحديث النبوي .