الأمير المملوکي يلبغا السالمي حياته وجهوده ت 811هـ \ 1408م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

     لا يزال العصر المملوکي يذخر بکثير من الأحداث والوقائع، التي لم يُکشف النقاب عنها، لرجال نهضوا فيه بأدوار مهمة، وترکوا لهم بصمات واضحة، في غير مجال الحرب والسياسة، بيد أن وقوعهم في بعض الهنات، جعلهم هدفاً  لسهام بعض المؤرخين، الذين انبروا لکيل الاتهامات لهم، بصورة قد تطغى على ما حققه هؤلاء الرجال على أرض الواقع من إنجازات واضحة للعيان، الأمر الذي يلقي على الباحث في التاريخ  مهمة مرتجاة، لاستجلاء الحقيقة نَصَفَةً لهذا الرجل أو ذاک، لکل ما سلف انصرف جهدي للبحث عن الأمير يَلْبُغَا السَّالميُّ  ت811هـ/1408م، لاستجلاء ما تقلده الرجل من وظائف جسام، وما نهض به من جلائل الأعمال، أو ما وقع فيه من ملمات، ووزن کل ذلک بميزان النقد والحياد العلمي، لإعطاء الرجل حقه فيما نهض  به من أعمال وجهود، أو البحث عن أسباب لما وقع فيه من هنات، فکان هذا الموضوع الموسوم بـ " الأميرُ المملوکيُّ يَلْبُغَا السَّالميُّ، حياتهُ وجهودهُ ت811هـ/ 1408م".
     وقد جاء هذا الموضوع فى مبحثين مسبوقين بمقدمة ومشفوعين بخاتمة وثبت للمصادر والمراجع ثم فهرست للموضوعات، على النحو التالي:
     المقدمة: بينت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وخطة البحث.
     وجاء المبحث الأول بعنوان" حياة يَلْبُغَا السَّالميُّ ووظائفه " حيث عرفت فيه بنشأة الرجل، ثم ظهوره على مسرح الأحداث في الدولة المملوکية، بعد اضطلاعه بواقعة صفد، تلک التي کانت لها  الأثر المهم في عودة برقوق لسلطنته الثانية سنة 792هـ/1390م، واهتمامه من يومئذ بيَلْبُغَا السَّالميُّ حتى جعله واحداً من الأوصياء علي ولده السلطان الناصر فرج، والذي في عهده تقلد يَلْبُغَا الأستادارية، فنهض بمهامها  نهوضا حسناً، ثم استحوذ يَلْبُغَا السَّالميُّ بعد ذلک على صلاحيات مهمة عند خروج السلطان فرج لقتال تيمورلنک في بلاد الشام سنة 803هـ/1401م، تلک التي ترتب عليها صراع نائب الغيبة الأمير تمراز الناصري مع يَلْبُغَا السَّالميُّ، ذلک الصراع الذي لم ينته إلا بعودة السلطان فرج منهزما من بلاد الشام، ومنحه حينئذ سلطات مطلقة ليَلْبُغَا السَّالميُّ  لجمع الأموال، وإعداد القوات اللازمة للخروج لقتال تيمورلنک، وما ترتب على ذلک من قيام يَلْبُغَا باتخاذ إجراءات مالية قاسية لجمع الأموال من الناس کافة، الأمر الذي دفع کبار الأمراء للمکر به للتخلص منه، وهو ما تحقق على أرض الواقع، حيث عزله السلطان فرج من الأستادارية سنة 803هـ/1401م، وما لبث أن عاد يَلْبُغَا السَّالميُّ لواجهة الأحداث مرة أخرى، بعد أن جعله السلطان فرج مشيراً ثم أستاداراً سنة 805هـ/1403م، ثم عزله في السنة التالية، لإخفاقه في النفقة على المماليک السلطانية، وأخيراً استقر السلطان بيَلْبُغَا السَّالميُّ مشيراً للدولة  سنة 807هـ/1404م، ليخوض جمال الدين يوسف الأستادار صراعاً ضده، لتوجسه من مکانته وصلاحياته في السلطنة، ولتکون نهاية يَلْبُغَا السَّالميُّ ومنيته على يدي غريمه سنة 811هـ/1408م.       
     وخصص المبحث الثاني للحديث عن " جهود يَلْبُغَا السَّالميُّ وأعماله"، والتي تمثلت في جوانب ثلاثة، أولاها: حسن نهوض الرجل بمهمة النظر على ثلاث من المنشآت الدينية التي تقلدها في عصر الظاهر برقوق، وحله لمشکلاتها بصورة راقت لمعاصريه من المؤرخين.
وثانيها: الجهود الاقتصادية والمالية والتي تمثلت في وضعه لقواعد ثابتة لتحديد قيمة الوارد لديوان المرتجع، وإبطاله لبعض المکوس الجائرة، تلک التي تنفس الناس الصعداء لإلغائها، ثم ضربه للدينار  السَّالميُّ  کامل الوزن، والذي حاز على ثقة الناس کافة، فراج التعامل به عدداً، ومواجهته لمشکلة التعامل بالفلوس النحاسية غير منضبطة الوزن عدداً، فجعل يَلْبُغَا السَّالميُّ التعامل به وزناً لا عدداً، الأمر الذي راق للناس کافة، ثم ضبطه لأسعار صرف العملات النقدية في مقابل بعضها بعضاً.
وثالثها: الجهود الشرعية، والتي تمثلت في محاربة يَلْبُغَا لأم الخبائث، وأماکن صناعتها وبيعها، ومحاولته إلزام النصارى بقواعد الشرع الحنيف.     
      وجاءت الخاتمة للتنويه بأهم النتائج المستقاة من دراسة هذا الموضوع .
      وبعد فهذه محاولة للاجتهاد، وللکشف عن حياة الأمير المملوکي  يَلْبُغَا السَّالميُّ وجهودهُ، فإن کنت أصبت فيها فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن کانت الأخرى فحسبي أني مجتهدٌ، وفى درب البحثِ ملتمسٌ، وللحقيقة باغٍ، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.           

الكلمات الرئيسية