البلاغة والرياضيات قراءة في نصوص القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

البلاغة والرياضيات
قراءة في نصوص القرآن الکريم
والسنة النبوية الشريفة
البلاغة علم متشعب العلاقات مع العلوم الأخرى، فکثيرًا ما نقرأ مقالات وکتبًا عن العلاقة الوطيدة الراسخة بين البلاغة والقرآن الکريم، أو بين البلاغة والتفسير القرآني، أو بين البلاغة والحديث الشريف، أو بين البلاغة وعلمي النحو والصرف، وربّما بنسب أقلّ من ذلک بکثير عن علاقة البلاغة بعلم العقيدة، أو علم الکلام، أو علم الأصول، أو علم الفقه، مع أنّه مما لا شکّ فيه أنّ البلاغة تطبع آثارها العميقة في ذلک کلّه، فتفسير النصّ الديني، وتحليله ودلالته يتقاطع – قبل ذلک کلّه - تقاطعًا ضروريًا لزوميًا مع مرحلة فهم النصّ، وهل استعمل النصّ تعبيراته على نحو الحقيقة أم المجاز؟، إلى سائر الدلالات الکامنة فيه والمخبوءة في ألفاظه وأساليبه، والتي تکون علوم اللغة – وعلى رأسها البلاغة – المحدِّد الأساس لمعناه ودلالته.
ومع هذه العلاقات المتواشجة، وأهميتها في تحديد المعنى والدلالة، والتي بُحث بعضها بوفرة واتساع، وبعضها بندرة وشحوب، تبرز علاقة أخرى لعلّنا لم نرَ بحثًا فيها، وهي: علاقة البلاغة بالرياضيات، فهل للبلاغة علاقة بالرياضيات؟
وللإجابة على هذا السؤال الحسّاس من المستحسن أن نقف عند أربعة أسئلة ممهّدة له؛ ليکون سؤال العلاقة خامسها، ومن ثم نتدرّج في سُلّم موضوعي تصاعدي حسب الآتي: ما المقصود بـ (البلاغة)؟  وماذا نعني بـ (الرياضيات)؟ وما موضوع الرياضيات؟ وما فروع الرياضيات التي تندرج تحتها موضوعاته وقضاياه؟ ثم ما العلاقة الجامعة بين البلاغة والرياضيات؟ ومن المعلوم سلفًا أن الرياضيات تشمل ثلاثة فروع وحقول أساسية هي: الحساب: ويعنى بالعدد. والهندسة: وتعنى بخواصّ المقادير، کالأشکال من مربعات ومثلثات ودوائر ومستطيلات، وخطوط، وتوازٍ، وتقاطع، وغير ذلک. والجبر: ويعنى بالکسور والمعادلات ونسبة العلاقات بين الأعداد.
ويمکننا أن نختصر العلاقة بين البلاغة والرياضيات بالقول: إنّها علاقة تکاملية تبادلية، فکلٌّ منهما يکمل الآخر، ويستفيد منه، ويفيده، وهذا ما سيهتم البحث بتوضيحه من خلال الوقوف على بعض نماذج من القرآن الکريم والسنة المطهرة.
           والله الموفق


 

الكلمات الرئيسية